تتطلع مصر وإسرائيل لزيادة صادراتهما من الغاز الطبيعي لأوروبا بموجب مذكرة تفاهم جرى التوقيع عليها اليوم الأربعاء، في الوقت الذي تسعى فيه القارة لتعويض واردات الطاقة الروسية.
وقالت وزارة الطاقة الإسرائيلية إن اتفاق إطار العمل الذي تم توقيعه مع الاتحاد الأوروبي اليوم سيكون الأول الذي يسمح بصادرات “كبيرة” من الغاز الإسرائيلي لأوروبا.
وأضافت الوزارة أن الاتحاد الأوروبي سيشجع، بموجب هذا الاتفاق، الشركات الأوروبية على المشاركة في عطاءات التنقيب في مصر وإسرائيل.
ويتدفق بعض الغاز الإسرائيلي بالفعل عبر خطوط أنابيب إلى منشآت تسييل في مصر على ساحل البحر المتوسط وتجرى إعادة تصديره كغاز مسال
ويقول مسؤولون إنهم يتوقعون أن تزيد شحنات الغاز الطبيعي المسال من مصر إلى أوروبا بعد الاتفاق لكنهم قالوا إن الأمر قد يستغرق عامين قبل تحقيق زيادة كبيرة في الصادرات.
ومصر مصدر للغاز كذلك لكن ارتفاع الطلب المحلي يحد من صادراتها.
زيادة إنتاج إسرائيل إلى مثليه
وقالت وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار بعد التوقيع على مذكرة التفاهم في القاهرة “اليوم تلتزم مصر وإسرائيل بمشاركة الغاز الطبيعي مع أوروبا والمساعدة في حل أزمة الطاقة”.
وصدرت مصر 8.9 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال العام الماضي و4.7 مليار متر مكعب في الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام وفقا لبيانات ريفينيتيف أيكون وإن كان أغلبه يذهب إلى آسيا.
وقالت مصادر من قطاع الغاز إن إسرائيل في طريقها لزيادة إنتاجها من الغاز إلى مثليه في السنوات القليلة المقبلة ليبلغ نحو 40 مليار متر مكعب سنويا بتوسعة مشروعات وبدء تشغيل حقول جديدة.
واستورد الاتحاد الأوروبي 155 مليار متر مكعب من الغاز من روسيا العام الماضي أي ما يمثل 40%، من استهلاكه.
هدف مستوى الانبعاثات الصفري
ويعد الاتفاق بمثابة إقرار بالدور المحوري الذي سيلعبه الغاز الطبيعي في سوق الطاقة بالاتحاد الأوروبي حتى 2030.
وبعد ذلك من المتوقع أن يتراجع استخدام الغاز الطبيعي تماشيا مع التزامات التكتل بالوصول إلى مستوى الانبعاثات الصفري بحلول 2050.
وتم توقيع الاتفاق على هامش منتدى غاز شرق المتوسط الذي تستضيفه مصر والذي تشكل عام 2020 ويهدف إلى تعزيز تجارة الغاز بين دول المنطقة ومنها إسرائيل واليونان وقبرص والأردن. ويوقع كذلك خلال زيارة للقاهرة تقوم بها أورسولا فون دير لاين رئيسة المفوضية الأوروبية.
وقالت فون دير لاين بعد اجتماعها مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي “هذه خطوة كبيرة للأمام في مجال إمداد أوروبا بالطاقة” وأضافت أن الاتحاد الأوروبي يريد العمل مع مصر على المدى الطويل لزيادة إمدادات الطاقة المتجددة.
وقالت إن جزءا من ذلك يمثل شراكة طموحة لإنتاج الهيدروجين من المتوقع أن يتم إطلاقها عندما تستضيف مصر مؤتمر المناخ كوب27 في نوفمبر/تشرين الثاني.
وتابعت “أراها خطوة أولى تقود إلى اتفاق على مستوى منطقة البحر المتوسط لأنني أرى أن إمدادات الطاقة كان أغلبها تقليديا في الجزء الشمالي والآن تتحول باتجاه الجنوب والشرق”.
ووقعت مصر في الفترة الأخيرة العديد من الاتفاقات الأولية على مشاريع الهيدروجين والأمونيا الصديقة للبيئة على ساحل البحر الأحمر.