منطقة رمادية وضع فيها الفيدرالي الأميركي نفسه رغم رفع الفائدة بخمسة وسبعين نقطة أساس لتصل بذلك لأعلى مستوياتها في 14 عاما، فالفيدرالي الذي ألمح في بيانه لإمكانية إبطاء وتيرة رفع الفائدة، أكد رئيسه على أن الفائدة قد تتجاوز مستويات الخمسة في المئة بحلول مارس المقبل للسيطرة على التضخم الجامح
تلميحات الفيدرالي وتصريحات رئيسه أضاعت بوصلة الأسواق وعكست اتجاهها من عمليات شراء قوية لخسائر عنيفة تركزت على أسهم شركات التكنولوجيا التي تراجعت معظمها بنحو اثنين في المئة وتسببت بإرباك المستثمرين الذين باتوا تائهين بين التصريحات الدبلوماسية لجيروم باول وآمالهم بانتهاء رحلة التشديد النقدي
إرباك يعكس أيضا الحالة التي يمر بها البنك الفيدرالي فرفع الفائدة حتى الآن لم يستطع وقف التضخم، ومواصلة رفع الفائدة يهدد بدفع سريع للاقتصاد نحو الركود رغم التأكيد المستمر على قوة سوق العمل وثبات معدلات الأجور
جيروم باول الذي تعهد وما زال.. بأن التضخم سيعود لمستوياته أعاد التأكيد على أن الأزمة الأوكرانية لا زالت تدفع الأسعار نحو الارتفاع وأن موعد الوصول للذروة غير واضح حتى الآن ليترك بذلك الكرة في ملعب الاقتصاد وما يصدر عنه من بيانات في الأسابيع المقبلة قبل أن يقرر ماذا سيفعل في اجتماع ديسمبر القادم
وبعيدا عن الأسهم في وول ستريت عادت عوائد السندات للارتفاع لتنتشل معها الدولار الذي تعرض في بداية قرار الفيدرالي لصفعة قوية أفقدته نحو واحد في المئة قبل أن يعود للمنطقة الخضراء من جديد ويوجه ضربته القوية لأسعار الذهب التي فقد توازنها وعادت هبوطا من مستويات 1650 دولارا للأونصة