هل قربت بيانات التضخم الأميركية نهاية رفع الفائدة؟ سؤال تردد في أذهان المستثمرين الذين زاد رهانهم بالفعل على نهاية تشديد السياسة النقدية أو قرب نهايتها بعدما سجلت معدلات التضخم أبطأ وتيرة لها في عامين
لكن هذه الرهانات لم تدم كثيرا بعد الرد الذي جاء من عدد من أعضاء بالفيدرالي، أكدوا على الحاجة للمزيد من عمليات رفع الفائدة لضمان استدامة تراجعات معدلات التضخم التي لا تزال أعلى من مستهدفاتها في وقت تشهد فيه البيئة الاقتصادية العالمية مجموعة من التحديات
فأسعار النفط عادت صوب مستويات الثمانين دولارا لبرميل برنت، والأزمة الأوكرانية تشهد تصعيدا عسكريا ينذر بالمزيد من الصدمات التي قد تواجه العالم بسبب تهديد روسيا بإنهاء العمل باتفاق الحبوب، كما أن التوترات السياسية والاقتصادية بين واشنطن وبكين تهدد بجولة جديدة من الحرب التجارية التي قد تعرقل سلاسل التوريد
وأمام هذه الحقائق لا يزال الفيدرالي الأميركي متردد في وضع نقطة النهاية لعمليات رفع الفائدة رغم تثبيته لها في الاجتماع الماضي بعد أن وصلت لأعلى مستوى في 16 عاما، لكنه ترك الباب مفتوحا أمام المزيد من عمليات الرفع حتى لا يكرر الأخطاء الماضية التي وقع فيها عندما تأخر في الاستجابة لارتفاعات التضخم الأسواق من جانبها لا تزال تراهن على أن النهاية حانت، أو على الأقل اقتربت، وهو ما ترجمته ارتفاعات مؤشرات وول ستريت والتي قابلها موجة هبوطيه للدولار هي الأطول في ثلاثة أشهر دفعت بمؤشر العملة الخضراء لأدنى مستوى في عام أمام سلة من العملات