هل حاصرت أوروبا نفسها بأزمة من صنع يديها؟

أيام الشتاء البارد تقترب، والقلق في أوروبا يتزايد، فإصرار المفوضية الأوروبية على وضع سقف على أسعار النفط الروسي، وحظر استيراد الخامات المنقولة بحرا بعد أقل من أسبوعين يطرح العديد من الأسئلة، أبرزها هل نجحت أوروبا في تأمين بديل عن الطاقة الروسية؟

الإجابة غير واضحة، والصراعات الداخلية بين دول الاتحاد والمفوضية الأوروبية تعكس حجم القلق الذي يسيطر على القارة العجوز التي تسعى لفرض سقف على أسعار الغاز والكهرباء تارة، وفرض ضرائب استثنائية على أرباح شركات الطاقة تارة أخرى وتخفض استهلاك الطاقة تارة ثالثة

إسبانيا واحدة من الدول التي هاجمت قرارات المفوضية الأوروبية ووصفتها بالمهزلة التي ستفاقم من معاناة الدول وتقيد قدرتها على السيطرة على التضخم

هجوم مدريد يشاطرها به عدد من الدول الأوروبية التي تحاول جاهدة عرقلة أي قرار يؤثر على أمن الطاقة باعتباره مصيريا يمس جيوب المواطنين الذين لا تعنيهم السياسة الأوروبية الخارجية وأصبحت شريحة كبيرة منهم تطالب بنأي أوروبا عن الصراع في أوكرانيا والعودة لطاولة المفاوضات من جديد

ففرض سقف على النفط الروسي وحظ استيراده قد يدفع موسكو لوقف كامل لإمدادات الطاقة لأوروبا، وسيتسبب بتراجع في حجم إنتاجها مما سيشعل أزمة جديدة تتمثل هذه المرة في نقص معروض الديزل الذي تعد روسيا من أبرز الموردين له في القارة الأوروبية

فمع اقتراب موعد الحظر وتحديد سقف الأسعار ارتفعت أسعار الديزل بشكل جنوني وبنسبة وصلت إلى خمسين في المئة، مع تسابق الدول الأوروبية لاستيراده بكميات غير مسبوقة من روسيا ومن باقي دول العالم،

فالديزل يعد الوقود الأكثر أهمية للاقتصاد العالمي، إذ تعتمد عليه الشاحنات والحافلات والسفن والقطارات. كما يستخدم في تشغيل آلات البناء والتصنيع والزراعة، وتدفئة المنازل وتوليد الكهرباء وارتفاع أسعاره سيكلف الولايات المتحدة لوحدها مئة مليار دولار بينما سيكلف أوروبا أضعاف هذا المبلغ

أخبار ذات صلة