عشرون عاما مضت على الحرب في العراق، ولا زالت تداعياتها مستمرة على الاقتصاد الذي تكبد خسائر بمئات مليارات الدولارات، وعانى من فقدان للأمن وانتشار للفوضى لسنوات، تبعها حرب ضروس شنتها الحكومات العراقية المتعاقبة ضد الإرهاب وتجاوزت خسائرها مئة مليار دولار في ثلاث سنوات فقط
ولنفض غبار الأزمات وإعادة إعمار ما تم تدميره، طرقت بغداد أبواب أشقائها العرب من خلال مؤتمر إعادة الإعمار الذي عقد في الكويت في فبراير من العام 2018 لجمع تمويلات ومساعدات عربية ودولية للبدء في بناء ما دمرته الحروب
العراق تعهد في المؤتمر بفتح أبوابه أمام المستثمرين العرب والأجانب، والبدء بعمليات إصلاحات واسعة ومكافحة الفساد، إلى جانب إعادة نشر الأمن والأمان، وهو ما توج مؤخرا بإقرار مجموعة من التشريعات والقوانين الجاذبة للاستثمارات أبرزها تبسيط إجراءات دخول المستثمرين ومنحهم التراخيص وتوفير التمويلات اللازمة التي يحتاجون لها وتطوير البنية التحتية
وأمام هذه التعهدات بدأت الاستثمارات وتحديدا العربية تحدد بوصلتها نحو العراق من جديد وكان آخرها توصل بغداد لاتفاق لتشكيل مجالس أعمال مع الإمارات والسعودية اللتين خصصتا 6 مليارات دولار لدعم عملياتهما التشغيلية في العراق
الاستثمارات شقت طريقها أيضا بقوة نحو قطاع الطاقة الذي يشهد سباقا بين الشركات الغربية للاستثمار في النفط والغاز والطاقة المتجددة، وخلال الأسبوع الماضي أبرمت الحكومة اتفاق مع توتال إنيرجيز الفرنسية بقيمة 27 مليار دولار لتطوير عدد من مشاريع الطاقة في أكبر استثمار منفرد بتاريخ العراق